حين تعايش
"مولد
سيدي الفيلم"
تجد
أنك أمام محورين للتفاعل معهما، إن أردت
الكتابة أو القول.
المحور الأول
هو الشق السياسي أو الجاد في المولد..
لماذا
نصب؟ ولماذا الآن؟ ولأي أهداف؟ ستجد أنك
تواجه العديد من التفاصيل التي تفسر
المشهد أكثر..
بداية
بلعبة المزايدة بين السلفيين والإخوان
والجهاديين، حول أي منهم أكثر غيرة علي
الإسلام..
وصولا
للعبة ما بين الأمريكان والإخوان، الذين
لم يتوقفا عن اختبار بعضهما..
وخصوصا
في زمن الانتخابات الأمريكية.
وبخصوص
هذه المسألة، أعتقد أن الشوط قد انتهي
برسالة واضحة من الأمريكان للإخوان كان
ملخصها بالبلدي:
(أنا
مقولتلكومش في أي وقت أني أديتكم حكم
مصر..
ولسة
مآخدتش أصلا قرار مين اللي يحكم بلدكم..
لم
نفسك منك ليه..
قدم
أوراق اعتمادك، ولو اخترناك هنبقي نبلغك).
ويبدو
أن الرد الإخواني علي الرسالة الأمريكية
كان:
حاضر
يا ريس.
الشق السياسي
الجاد لا ينعزل بالطبع عن مشاريع قانون
الطوارئ، والدستور المهلهل، وحزمة
القوانين المقيدة للحريات..
اللي
لسة في الدرج.
ولا
ينعزل عن الاحتجاجات العمالية في بعض
الأماكن وضرورة الغلوشة عليها..
إضرابات
المعلمين وغيرهم..
قرض
صندوق النقد وسياسات التقشف القادمة..
إلخ.
أما المحور
الثاني فهو الخاص بالمسخرة..
يتلخص
في العشرات وربما المئات من التفاصيل
المذهلة.
وكونها
"مسخرة"
لا
يعني نفي صلتها بالمحور الأول..
فهذه
المسخرة تأتي في سياق افتتاح وتكريس زمن
الفاشية الدينية.
وبما أنني
لست خبيرا أو متخصصا في العلوم السياسية،
سأترك المساحة الأولي للمتخصصين، وأكتفي
برصد بعض التفاصيل/المساخر
في عدد من المقالات، هذا أولها.
حين يبدأ
الذكور في مجتمعاتنا مرحلة المراهقة
والرغبة في إثبات إنهم "رجالة”..
يبدأون
عادة في ممارسة بعض السلوكيات، لإثبات
هذه الرجولة.
منها
التدخين، المعاكسة، والنظر لمؤخرات
النساء..
إلخ.
إلا
أن هناك ممارسات اجتماعية أخري أكثر
ارتباطا بالبذاءة.
علي
سبيل المثال:
السب،
ومحاولة إبداع شتائم جديدة..
البصق
– يعني التف -
في
الشارع أو داخل الفصل الدراسي..
إخراج
أعضائهم التناسلية للتبول في جماعات
ومقارنة الأحجام..
وأيضا
وضع اليد علي هذه الأعضاء التناسلية –
التي ما زالت صغيرة – والتلويح بها خلال
شجارهم مع الآخرين.
في مدرستنا
كان البعض يتنافس حول من منهم ستصل بصقته
لمدي أبعد.
قاموا
بتطوير المنافسة للبصق تجاه السقف..
والفائز
هو من تظل بصقته معلقة وقتا أطول.
وخلال
الحصة..
وبينما
أنت مشغول بها..
تسقط
فوق رأسك، أو فوق كتابك، بصقة قديمة، فكل
البصقات مصيرها السقوط.
وعادة
ما يمارس المراهقون الذيين يعانون القهر
في بيوتهم أو من مدرسيهم، هذا النوع من
البذاءات أكثر من غيرهم.
مع احترامي
للجميع..
كان
هذا هو محصلة المشهد خلال الأيام الماضية.
فباستثناء
القوي التي لعبت لمصالحها، خرج الآلاف
من الشباب، من أبناء مجتمع مقهور وغاضب..
ويشعر
بنوع من أنواع الهزيمة، ليعبر عن غضبه
وإحباطه، دون أن يعرف كيف.
ودون
أن يعرف أصلا ضد أي شئ هو غاضب..
وبنفس
سذاجة المراهقين في البصق علي سقف الفصل..
البصق
فوق رؤوسهم.
بينما
يستثمر الحدث الأذكياء الجالسون في فيلا
المقطم أو في قناة الناس أو في دوائر صنع
القرار الأمريكية، من أجل ألعابهم السياسية
ولتكريس حالة الهستيريا والهوس..
تكريس
الحالتين الفاشية والطائفية، اللازمتين
للمرحلة المقبلة.
حل البذاءة
لا يتمثل في القوة المفرطة من قبل الدولة..
مثلما
قال أحد "كباراتنا"،
أستاذنا حمدي قنديل.
فأحد
أسباب استفحال البذاءة هو تجاهل تضحيات
هؤلاء الشباب، قهرهم، وإحجام "الكبار"
عن
العمل معهم ومناقشتهم والاستماع إليهم.
أما الغيبيات
فلها دورها الأساسي، في تكريس المشكلة..
وهنا
أتطرق إلي "كبير"
آخر..
الأنبا
موسي.
خرج
الأنبا موسي، أسقف الشباب، قائلا أن
البابا شنودة قد جاءه في المنام، وكان
مستاءا من الفيلم ومن صانعيه!!
من
المفترض أن أصدقه..
وشرط
التصديق هو أن ألغي عقلي تماما.
وأمتنع
عن بعض الأسئلة، التي من بينها:
إن
كان البابا المتوفي قد شاهد الفيلم؟ علي
أي موقع قد شاهده؟ هل يأتي البابا في
المنامات بالأمر وفي الوقت المناسب؟
لماذا لم يظهر البابا وقت تهجير المسيحيين
من قراهم؟ ألم يأت للبابا أثناء حياته،
وفي المنام، أي بابا آخر متوف، ليقول له
ألا يدعو قتلة المجلس العسكري لقداس عيد
الميلاد بعد مذبحة ماسبيرو؟
هل أتجاهل
هنا مسألة أن الأنبا موسي هو المسؤول عن
الشباب؟ هل صدقه أحد شباب القرن الواحد
والعشرين؟
الغيبيات
ضرورية من أجل دولة الهوس والطائفية..
والسؤال
الأصعب هنا:
شاهد
أحد مهاويس قناة الناس الفيلم..
قرر
أنه مسئ..
فيقوم
بدعوتي للغضب علي الفيلم المسئ الذي لم
أره..
وأن
أطالب بمنعه ومحاكمة من صنعوه.
هل
أري الفيلم قبل أن أخرج للشارع مجاهرا
بالغضب؟ أم أخرج وأطالب بمنع ما لم أره؟
هل خالد عبدالله هو الوسيط الذي يري ويقرر
ويدعو وأنا أطيع؟ هل الأنبا موسي هو الوسيط
بين البابا المتوفي والشباب والمجتمع؟
هل أنا في حاجة إلي وسيط؟
في حالة الهوس
عليك غالبا أن تتحول إلي بقرة..
أن
تصدق أن الرسول والإسلام في خطر..
أن
تصدق غيبياتهم..
تلغي
عقلك وتفعل ما يأمرونك به.
هذا
الاختيار الأول.
الاختيار
الثاني، إن لم ترد المشاركة في هذا
الميكروفون الزاعق الفاشي..
أن
تلتزم الصمت..
تخرس
وتقفل بقك.
والاختيار
الثالث هو أن تكون حذرا..
أن
تفكر كثيرا قبل أن تقول ما تود قوله..
أن
تلتزم باللف والدوران في رفضك لفاشيتهم.
فربما
يقع المحظور، وتساهم دون أن تدري في إشعال
الفتنة أكثر.
والاختيار
الثالث هو ما فرض علي مرة واحدة..
في
نوع من أنواع الرقابة الذاتية.
فطيلة
المولد كنت أود أن أقول تعليقا محددا،
ولم أجرؤ.
وخصوصا
أنه تزامن مع ما كتبه شخص اسمه "علي
علي قاسم"
تعليقا
علي أحد المقالات بموقع البديل، حين وصفني
مرة بالكلب المسعور لأنني تحدثت عن بعض
الابتسامات السمجة لبعض الدينيين، مسيحيين
ومسلمين.
ولخص
الموضوع في تعليق آخر..
قائلا
أنني "نصراني
كافر".
لذلك
استجبت للابتزاز ولم أقل أبدا ما وددت
قوله، وكان:
(….......،
….......،
.........
و
…....
….. - ….... .. - …... …) ما
رأيك بخصوص هذه العبارة؟ هل كان من المناسب
أن أقولها؟ أم أنني كنت حكيما في عدم
قولها؟ هل تتفق معي بخصوصها؟
برغم أنك لم
تشارك في البصق تجاه السقف..
إلا
أن البصقة الطائفية التي صنعها النظام..
ويكرسها
الدينيون الآن..
قد
سقطت علي كتابك المفتوح.
باسل رمسيس
basel@dayraarts.com
No hay comentarios:
Publicar un comentario